استمرار ميسي في برشلونةقرار مؤلم بلا منتصرين
2025-10-07 05:54:06
بعد أسبوع من الأزمة التي هزت عالم كرة القدم، أعلن ليونيل ميسي قراره بالبقاء في برشلونة لموسم آخر، لكن هذا القرار الذي جاء بعد صراع مرير بين اللاعب والنادي يبدو وكأنه مجرد إبقاء على قيد الحياة بلا روح. المشهد النهائي لهذه الأزمة يظهر بوضوح أن الجميع خاسر: النادي فقد أعظم أصوله، واللاعب فقد سعادته، والجماهير فقدت بريق نجمها.
في التفاصيل، يبدو أن ميسي البالغ من العمر 33 عاماً قد تراجع عن موقفه بعد أن أصر رئيس النادي جوسيب ماريا بارتوميو -بدعم من رابطة الدوري الإسباني- على أن عقد اللاعب يحتوي على شرط جزائي بقيمة 700 مليون يورو. في بيانه، أوضح ميسي أنه قرر البقاء “على مضض” لتجنب نزاع قانوني مع النادي الذي شكل حياته، لكن القرار لم يكن سهلاً.
الكشف الأهم جاء في مقابلة اللاعب مع موقع غول دوت كوم عندما قال: “أريد أن أعيش السنوات الأخيرة في مسيرتي مع كرة القدم في سعادة. في الآونة الأخيرة لم أجد السعادة التي أنشدها داخل النادي”. هذه الكلمات تكشف عمق الأزمة التي يعيشها اللاعب، والتي لم تكن متعلقة بالمال – حيث أن عرض 70 مليون يورو مكافأة أو فرصة الانتقال المجاني لم تلعب أي دور في قراره.
خيبة أمل ميسي من الأجواء في برشلونة واضحة: داخل الملعب، الهزيمة المذلة 8-2 أمام بايرن ميونيخ، وخارج الملعب، العلاقة المتدهورة مع بارتوميو التي وصلت إلى الحضيض. اللاعب وصف طريقة إدارة النادي بأنها “كارثية”، مما يظهر عمق الهوة بين الطرفين.
التحدي الأكبر الآن ينتظر المدرب الجديد رونالدو كومان، الذي سيتعامل مع لاعب غير سعيد في محاولة لإعادة بناء فريق فقد بريقه. هذا الوضع سيؤثر سلباً على أداء الفريق الذي يعاني أساساً من مشاكل متعددة.
رغم أن بارتوميو قد يزعم الانتصار، إلا أن الحقيقة أن النادي خسر فرصة الحصول على مبلغ قياسي مقابل انتقال ميسي، وسيشاهد أعظم أصوله يغادر مجاناً الصيف المقبل. من ناحية أخرى، يشعر مانشستر سيتي -الذي كان الأقرب لضم اللاعب- بخيبة أمل، لكن الباب لم يغلق完全اً أمام احتمالية انتقال اللاعب في فترتي الانتقالات الحالية أو الشتوية.
القرار كان صعباً على الجانب الشخصي للاعب، حيث كشف ميسي أن عائلته “أجهشت بالبكاء” عندما علمت برغبته في الرحيل، وأولاده لا يريدون مغادرة برشلونة أو تغيير مدارسهم. لكن الحقيقة أن القصة لم تنته بعد، وقد تشهد الأسرة المزيد من الدموع في المستقبل القريب.
هذه الأزمة تظهر أن العلاقة بين ميسي وبرشلونة دخلت مرحلة جديدة، مرحلة يشوبها الألم وخيبة الأمل، حيث يبقى الجسد لكن الروح قد رحلت. الموسم المقبل سيكون اختباراً صعباً للجميع: للنادي، للاعب، وللجماهير التي تحلم باستعادة البريق المفقود.