اتحاد الجودو الدولي يعلق منصب بوتين الفخري وروسيا تواجه عزلًا رياضيًا متصاعدًا
2025-10-05 05:58:22
في تطور جديد يعكس تصاعد العزلة الرياضية لروسيا، أعلن الاتحاد الدولي للجودو تعليق المنصب الفخري للرئيس الروسي فلاديمير بوتين كرئيس شرفي للاتحاد وسفيرًا له. جاء هذا القرار التاريخي في بيان رسمي صدر الأحد الماضي، حيث أشار الاتحاد إلى أن هذا الإجراء يأتي “في ضوء الحرب الدائرة في أوكرانيا”.
يُذكر أن بوتين، الذي يعد لاعب جودو محترفًا وحاصل على الحزام الأسود، كان يتمتع بعلاقات وثيقة مع قادة الاتحاد الدولي للجودو. فماريوس فيزر رئيس الاتحاد الدولي يعد صديقًا مقربًا للرئيس الروسي، كما أن الروسي سيرخي سولوفيتشيك يتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي للجودو. وكان الاتحادان الدولي والأوروبي يحظيان برعاية كبيرة من روسيا.
هذا القرار لم يأت من فراغ، بل يأتي ضمن سياق من الإجراءات المتتالية ضد الوجود الرياضي الروسي. فقد تقرر يوم الجمعة الماضي إلغاء بطولة “غراند سلام” التي كانت مقررة في مدينة كازان الروسية في مايو المقبل. كما أن العزلة الرياضية لروسيا تتسع لتشمل مختلف الألعاب الرياضية، حيث لا تزال بطولة العالم للكرة الطائرة المقررة في أغسطس المقبل واحدة من الفعاليات القليلة التي لم تلغَ في روسيا حتى الآن.
في عالم كرة القدم، يواجه الاتحاد الدولي (فيفا) ضغوطًا متزايدة للبت في موقفه من طلب بولندا والسويد بعدم اللعب أمام روسيا في الملحق الأوروبي المؤهل لنهائيات كأس العالم 2022 في قطر. من جهته، اتخذ الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) إجراءات أكثر حزمًا، حيث أعلن نقل نهائي دوري أبطال أوروبا من سانت بطرسبورغ إلى باريس، كما قرر عدم إقامة أي مباريات في روسيا وأوكرانيا.
وتتصاعد حدة الموقف مع توقع مراجعة عقد الرعاية الموقع بين الاتحاد الأوروبي لكرة القدم وشركة “غازبروم” الروسية. وقد علق هانز يواخيم فاتسكه الرئيس المؤقت للاتحاد الألماني لكرة القدم بقوله إنها “أموال قذرة”، مؤكدًا أنهم “لا يمكنهم الحصول عليها بعد الآن”. هذا الموقف وجد تأييدًا واضحًا من بيتر بيترز المرشح لرئاسة الاتحاد الألماني.
وقد بدأت الآثار الملموسة لهذه القرارات تظهر على الأرض، حيث قام نادي شالكه الألماني بإزالة اسم شركة “غازبروم” من قمصان لاعبيه بعد إنهاء عقد الرعاية. وتجدر الإشارة إلى أن الشركة الروسية كانت ترعى بطولة دوري الأبطال وكذلك كأس الأمم الأوروبية (يورو 2024) المقررة في ألمانيا.
هذه التطورات تشير إلى تحول جوهري في المشهد الرياضي الدولي، حيث أصبحت الاعتبارات الجيوسياسية تلعب دورًا متزايدًا في صنع القرارات الرياضية. وتظهر الأحداث الأخيرة أن المجتمع الرياضي الدولي أصبح أكثر استعدادًا لاتخاذ مواقف حازمة في ظل الأزمات الدولية، مما قد يشكل سابقة مهمة للعلاقة بين الرياضة والسياسة في المستقبل.
