الجماهير السعودية في مونديال قطرثقافة الدعم وعشق الأخضر
2025-10-13 04:50:01
صنعت الجماهير السعودية خلال مشاركة منتخبها في كأس العالم قطر 2022 نموذجاً استثنائياً في التشجيع والدعم، حيث تجاوز دورهم المدرجات ليعكسوا صورة المملكة العربية السعودية ومشجعيها بأبهى حلة أمام العالم. لم تكن الحشود السعودية مجرد متفرجين، بل تحولوا إلى سفراء حقيقيين نقلوا ثقافة المملكة وشغفها بكرة القدم إلى كل أركان الدوحة.
تشكل رابطة جماهير المنتخب السعودي العمود الفقري لهذه الحركة الجماهيرية المميزة، حيث ضمت 5000 مشجع يمثلون 172 نادياً سعودياً من مختلف الفئات والمناطق. الغريب في الأمر أن هؤلاء المشجعين لا يعرفون بعضهم بعضاً، ولا تجمعهم صلات سابقة، لكن حب الأخضر ووحدة الهدف جمعتهم تحت راية واحدة، تماماً كما حدث في البطولات العالمية السابقة.
لم يقتصر دور الرابطة على التشجيع فقط، بل امتد ليشمل قيادة آلاف المشجعين السعوديين، وبناء جسور ثقافية مع جماهير المنتخبات الأخرى، والتعريف بعشق السعوديين لكرة القدم. وقد عمل الاتحاد السعودي لكرة القدم على توفير كل الإمكانات اللازمة لإنجاح هذه المهمة، من نقل وإقامة وتذاكر مباريات، بالإضافة إلى مصروف يومي للمشجعين.
احتضنت منطقة “البيت السعودي” على كورنيش الدوحة معظم الفعاليات الثقافية للجماهير السعودية، والتي انطلقت منها مسيرات الدعم نحو الملاعب تحت شعار حملة “قدام” التي تعكس روح العزيمة والإصرار السعودي. وقد استمرت هذه الحشود في أداء دورها حتى بعد خروج المنتخب من المنافسة، مؤكدة أن الهدف يتجاوز المباريات إلى تعزيز الصورة الإيجابية للمملكة عالمياً.
وخصصت قطر 1000 حافلة لنقل الجماهير السعودية القادمة براً عبر منفذ سلوى، بينما وفر الاتحاد السعودي 500 حافلة إضافية لتنقلات الجماهير داخل الدوحة. كما حظيت الجماهير السعودية بالنصيب الأكبر في مساكن “بروة مدينتنا” بالوكرة، والتي أنشئت خصيصاً لجماهير المونديال.
هكذا نجحت الجماهير السعودية في تحويل كأس العالم من مجرد بطولة كرة قدم إلى منصة ثقافية اجتماعية، تظهر فيها هوية المملكة وثقافتها، وتعكس شغف شعبها بكرة القدم، وتؤكد أن الجماهير السعودية كانت الأكثر حضوراً وتأثيراً في مونديال قطر 2022.