إيران تطلب من الفيفا إيقاف الاتحاد الإسرائيلي بسبب الحرب على غزة
2025-10-03 04:29:48
أعلن الاتحاد الإيراني لكرة القدم، اليوم السبت، تقديمه طلباً رسمياً للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) يطالبه فيه بإيقاف عضوية الاتحاد الإسرائيلي بشكل كامل، وذلك على خلفية الحرب الدائرة في قطاع غزة. وجاء هذا الطلب في بيان نشر على الموقع الرسمي للاتحاد الإيراني، حيث دعا فيه إلى “إيقاف تام” للاتحاد الإسرائيلي ومنعه من “جميع الأنشطة المتعلقة بكرة القدم”.
وشدد البيان على ضرورة اتخاذ “تدابير فورية وجدية” من قبل الفيفا والمنظمات الكروية الدولية الأخرى لمواجهة ما وصفه بـ”جرائم إسرائيل المستمرة”، كما طالب بتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة من غذاء ومياه الشرب والأدوية للمدنيين في غزة. وأشار البيان إلى أن هذه الخطوة تأتي انسجاماً مع الموقف السياسي الإيراني الرافض للكيان الإسرائيلي، والذي يمنع أي تواصل بين الرياضيين الإيرانيين ونظرائهم الإسرائيليين.
يذكر أن إيران أشادت بعملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لكنها نفت أي تورط مباشر فيها. وهذا الموقف يتوافق مع السياسة الإيرانية طويلة الأمد التي لا تعترف بإسرائيل، وتفرض قيوداً صارمة على الرياضيين في هذا الإطار. ففي أغسطس/آب الماضي، أوقفت السلطات الإيرانية الرباع مصطفى رجائي مدى الحياة لمصافحته رياضياً إسرائيلياً خلال منافسة في بولندا.
ولم يكن هذا الحادث الأول من نوعه، فمنذ سنوات يتبع الرياضيون الإيرانيون سياسة تجنب المواجهات مع الإسرائيليين، سواء بالانسحاب من البطولات أو تقديم إعفاءات طبية. وفي هذا السياق، حث المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي في عام 2021 الرياضيين على “عدم مصافحة ممثل النظام الإجرامي (الإسرائيلي) حتى لو كان الثمن التخلي عن ميدالية”.
هذا الطلب الإيراني يأتي متواكباً مع تحركات مماثلة في المنطقة، حيث كشفت شبكة “سكاي نيوز” البريطانية قبل يومين عن رسالة وجهها الأمير الأردني علي بن الحسين، رئيس اتحاد غرب آسيا لكرة القدم، يدعو فيها إلى “عزل الاتحاد الإسرائيلي عن جميع الأنشطة الكروية حتى توقف هذه الأعمال العدوانية”.
وتظهر هذه التطورات كيف أصبحت كرة القدم وسيلة للضغط السياسي في الصراع العربي الإسرائيلي، حيث تسعى بعض الدول والمنظمات إلى استخدام المنابر الرياضية للتعبير عن مواقفها السياسية وإدانة العمليات العسكرية الإسرائيلية. ويبدو أن هذه الضغوط ستشكل تحدياً كبيراً للفيفا الذي يجد نفسه في موقف صعب بين الالتزام بمبادئ الحياد الرياضي والاستجابة للمطالب السياسية المتصاعدة.