إيطالياأحكام بالسجن ضد 16 من ألتراس ميلان وإنتر بتهم الارتباط بالمافيا
2025-10-04 04:20:09
أصدرت محكمة إيطالية أحكاما قضائية بسجن 16 من المشجعين المتعصبين لناديي ميلان وإنتر ميلان، تتراوح مددها بين عامين و10 سنوات، وذلك لارتكابهم جرائم متنوعة شملت القتل والابتزاز والارتباط الجنائي مع تنظيم مافيا ندرانجيتا الإجرامي.
جاءت هذه الأحكام عقب محاكمة عاجلة جرت في ظروف أمنية مشددة خلف أبواب مغلقة بمحكمة ملحقة بسجن سان فيتوري في ميلانو. وتأتي هذه القضية نتيجة عملية اعتقال شملت 19 شخصا في سبتمبر الماضي، بعد تحقيقات موسعة أجراها مكتب المدعي العام في ميلانو بالتعاون مع المكتب الوطني لمكافحة المافيا.
ومن المقرر أن تصدر المحكمة في التاسع عشر من يونيو الجاري أحكاما في حق ثلاثة مشتبه بهم إضافيين ينتمون لمجموعات الألتراس. وقد وصفت النيابة العامة مجموعات المشجعين المتطرفين بأنها تعمل كـ”مليشيات خاصة” تمتد أنشطتها الإجرامية خارج أسوار الملاعب، مشيرة إلى اختراق تنظيمات المافيا والجماعات اليمينية المتطرفة لمجال كرة القدم.
وشهدت ساحة المحكمة تظاهرة لنحو 200 من مشجعي ميلان الذين تجمعوا تضامنا مع زملائهم المتهمين قبل النطق بالأحكام. ومن بين أبرز الأحكام الصادرة، حكمت القاضية روسانا مونجياردو بالسجن 10 سنوات على أندريا بيريتا، الزعيم السابق لمشجعي إنتر، الذي اعترف بقتل أنطونيو بيلوكو، أحد أبرز وجوه مافيا ندرانجيتا والذي كان أيضا من قادة مشجعي الإنتر.
وقد استفاد بيريتا من تخفيف الحكم بسبب تعاونه مع السلطات وتحوله إلى شاهد في القضية، حيث قدم معلومات قيمة ساعدت المحققين في الكشف عن خفايا الجريمة المنظمة.
أما لوكا لوتشي، الزعيم التاريخي لألتراس ميلان، فقد حكم عليه بالسجن 10 سنوات مع 4 سنوات مراقبة قضائية بتهم تشكيل عصابة إجرامية والشروع في القتل، وهو يواصل مواجهة تحقيقات منفصلة تتهمه بالاتجار الدولي بالمخدرات.
ورفض محامو الدفاع التهم الموجهة لموكليهم ووصفوها بأنها “تهور اتهامي غير مبرر”، في إشارة إلى رفضهم لمسار المحاكمة السريعة التي تتم دون حضور شهود وتخفض العقوبات بمقدار الثلث في حال موافقة المتهمين على هذا الإجراء.
إلى جانب الأحكام السجنية، أمرت القاضية بدفع تعويضات فورية قيمتها 50 ألف يورو لكل من ناديي إنتر وميلان، و20 ألف يورو إضافية للرابطة الإيطالية لدوري الدرجة الأولى.
وكشفت التحقيقات أن قادة مجموعات الألتراس، بالتعاون مع مافيا ندرانجيتا، كانوا يديرون عمليات احتيال منظمة في بيع التذاكر وفرض الحماية على أكشاك المشروبات ومواقف السيارات المحيطة بملعب سان سيرو المشترك بين الفريقين.
وأكد المحققون أن قضية ميلانو ليست حالة معزولة في إيطاليا، حيث يستغل زعماء الجريمة المنظمة واليمين المتطرف أنشطة جماعات المشجعين المتطرفين في جمع الأموال وتمويل عملياتهم غير المشروعة، مما يستدعي تعزيز آليات المراقبة والتدخل الأمني.
