شبكة معلومات تحالف كرة القدم

الدوري الألماني يحقق أرباحاً قياسية رغم تراجع الأداء الرياضي << الانتقالات << الصفحة الرئيسية الموقع الحالي

الدوري الألماني يحقق أرباحاً قياسية رغم تراجع الأداء الرياضي

2025-10-13 04:08:49

أصبحت كرة القدم في أوروبا مشروعاً تجارياً ضخماً، يحقق عوائد مالية هائلة تتجاوز في بعض الأحيان إجمالي الناتج المحلي لعدد من الدول النامية. ففي تقريرها السنوي، أعلنت رابطة الدوري الألماني لكرة القدم عن تحقيق أرفع درجتين في الدوري الألماني لإيرادات قياسية بلغت 4.42 مليار يورو خلال موسم 2017-2018، مسجلة نمواً بنسبة 10% مقارنة بالموسم السابق.

هذه الأرقام المذهلة تمثل استمراراً للنمو المتواصل للدوري الألماني الذي يحقق توسعاً مالياً للعام الرابع عشر على التوالي. ففي الموسم السابق 2016-2017، بلغت الإيرادات 4.01 مليار يورو، بينما حقق دوري الدرجة الأولى بمفرده إيرادات بلغت 3.81 مليار يورو، بزيادة 13% عن الموسم الذي سبقه.

ويرجع هذا النجاح الاقتصادي الكبير إلى عدة عوامل، أبرزها العقود المربحة مع وسائل الإعلام المحلية، حيث أكد كريستيان سايفرت، الرئيس التنفيذي للرابطة، أن “إيرادات العقود المبرمة مع وسائل الإعلام المحلية كانت المحرك الرئيسي لهذا النمو”. كما أشار إلى أن “التقنيات الرقمية والعولمة ستفتحان فرصاً جديدة لكرة القدم الألمانية في السنوات القادمة”.

اللافت في هذا النجاح الاقتصادي أنه يأتي رغم التراجع الملحوظ في الأداء الرياضي للأندية الألمانية والمنتخب الوطني. فمنذ فوز ألمانيا بكأس العالم في البرازيل عام 2014، لم يصل أي فريق ألماني إلى نهائي دوري الأبطال منذ 2013، كما خرج المنتخب الألماني حامل اللقب مبكراً من كأس العالم 2018 في روسيا من دور المجموعات.

لكن يبدو أن النجاح التجاري للدوري الألماني أصبح يسير بمعزل عن الأداء الرياضي، حيث تستمر الإيرادات في النمو بفضل ارتفاع عوائد مبيعات التذاكر وحقوق البث التلفزيوني التي تشهد إقبالاً متزايداً عاماً بعد عام.

وعند مقارنة هذه الأرقام الضخمة بالوضع الاقتصادي لبعض الدول، نجد أن إيرادات الدوري الألماني لوحده تتجاوز بكثير الميزانيات الوطنية لعدد من الدول الفقيرة. فميزانية الصومال على سبيل المثال لا تتجاوز ربع مليون يورو، وهو ما يظهر الفجوة الهائلة بين اقتصاد كرة القدم في أوروبا والوضع الاقتصادي للعديد من الدول النامية.

هذا النمو الاقتصادي المستمر للدوري الألماني يطرح تساؤلات حول مستقبل كرة القدم كظاهرة تجارية أكثر منها رياضية، حيث أصبحت الأرقام المالية تحتل الأولوية على الجوانب الرياضية والأداء الفني، في تحول كبير يشهده عالم كرة القدم المحترفة.